كما نعلم أن سرعة واداء الموقع من العوامل المهمة جدا في نجاح أي الموقع الالكتورني، حيث تفقد مواقع التجارة الإلكترونية حوالي 2.5 مليون دولار سنويًا بسبب بطء تحميل الصفحات.
تلعب استضافة المواقع دورًا كبيرا جدا في تحديد هذا الأداء، مؤثرة بشكل مباشر على تجربة المستخدم وقدرة الموقع على تحقيق أهدافه. إذا كانت الاستضافة سيئة، سيكون اداء موقعك سيء.
في هذه المقالة، سنكتشف العوامل الرئيسية التي تؤثر على أداء الموقع وسرعته، مع التركيز على كيفية تأثير خدمات الاستضافة على هذه الجوانب الهامة.
أهمية سرعة الموقع
تعتبر سرعة الموقع عاملاً مهما في تحسين تجربة المستخدم، حيث أن المواقع السريعة توفر تجربة سلسة وممتعة للزوار، مما يزيد من رضاهم ويشجعهم على البقاء لفترة أطول والتفاعل بشكل أكبر مع المحتوى المقدم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المواقع الأسرع تميل إلى تحقيق معدلات الشراء أعلى، سواء كان ذلك في صورة مبيعات أو اشتراكات أو أي إجراءات أخرى يرغب أصحاب المواقع في تحقيقها.
هذا لأن المستخدمين يميلون إلى الشعور بالإحباط والتخلي عن عملية الشراء أو التسجيل إذا واجهوا تأخيرًا في تحميل الصفحات.
إحصائية: 70% من المتسوقين عبر الإنترنت سيتركون عربة التسوق إذا كان الموقع بطيئًا
من الجدير بالذكر أيضًا أن محركات البحث، وعلى رأسها Google، تولي اهتمامًا كبيرًا لسرعة المواقع عند ترتيب نتائج البحث. المواقع الأسرع تحظى بفرصة أكبر للظهور في مراتب متقدمة في نتائج البحث، مما يزيد من ظهورها وقدرتها على جذب زوار جدد.
إحصائية: المواقع الأسرع تحميلًا تزيد من فرصها في الترتيب بين المراكز الأولى في محركات البحث بنسبة 40%.
أخيرًا، تساهم سرعة الموقع بشكل كبير في تقليل معدل الارتداد، وهو النسبة المئوية للزوار الذين يغادرون الموقع بعد مشاهدة صفحة واحدة فقط. المواقع البطيئة تدفع الزوار للمغادرة بسرعة، مما يضر بفرص تحقيق أهداف الموقع وبناء علاقة مع الجمهور المستهدف.
إحصائية: المواقع التي تستغرق خمس ثوانٍ أو أكثر تواجه معدل ارتداد يصل إلى 38%.
العوامل الرئيسية المؤثرة على أداء الموقع
1. نوع الاستضافة
نوع الاستضافة المختار له تأثير كبير على أداء الموقع وقدرته على التوسع. هناك عدة أنواع رئيسية من الاستضافة، كل منها يناسب احتياجات مختلفة ويقدم مستويات متفاوتة من الأداء والتحكم.
مثلا، إذا حاولت استضافة موقع تجاري الكتروني كبير عليه الكثير من الزوار في استضافة مشتركة، فإن اداء الموقع سيكون سيئا جدا.
الاستضافة المشتركة هي الخيار الأكثر شيوعًا للمواقع الصغيرة والمتوسطة. في هذا النوع، يتم استضافة عدة مواقع على نفس الخادم، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا. ومع ذلك، فإن مشاركة الموارد مع مواقع أخرى قد تؤدي إلى تذبذب في الأداء، خاصة إذا كان أحد المواقع على نفس الخادم يستهلك موارد كثيرة.
على الجانب الآخر، توفر الخوادم الخاصة الافتراضية (VPS) والخوادم المخصصة أداءً أفضل وتحكمًا أكبر. في هذا النوع، يحصل الموقع على جزء مخصص من موارد الخادم، مما يوفر أداءً أكثر استقرارًا مقارنة بالاستضافة المشتركة. أما الخوادم المخصصة، فتوفر أقصى درجات الأداء والتحكم، حيث يكون الخادم بأكمله مخصصًا لموقع واحد.
استضافة الحوسبة السحابية تقدم مرونة فريدة من نوعها، حيث يمكن زيادة أو تقليل الموارد حسب الحاجة. هذا النوع مثالي للمواقع التي تشهد تقلبات كبيرة في حركة المرور، حيث يمكنها التوسع بسرعة لتلبية الطلب المتزايد.
عند اختيار نوع الاستضافة، من المهم تقييم احتياجات الموقع الحالية والمستقبلية، وموازنة ذلك مع الميزانية المتاحة. البدء بخطة استضافة مشتركة قد يكون مناسبًا للمواقع الجديدة، مع خطة للترقية إلى VPS أو خادم مخصص مع نمو الموقع وزيادة متطلباته.
أقرأ: كيف تختار خطة استضافة مناسبة لموقعك الالكتروني خطوة بخطوة؟
2. سرعة الخادم:
تعد سرعة الخادم أو السيرفر من أهم العوامل التي تؤثر على أداء الموقع.
الخوادم السريعة والقوية والتي تستخدم تكنولوجيا حديثة تستطيع معالجة طلبات الصفحات والسكريبتات وقواعد البيانات بكفاءة عالية، مما ينعكس مباشرة على سرعة تحميل الصفحات وتجربة المستخدم بشكل عام.
عندما نتحدث عن سرعة الخادم، فإننا نشير إلى قدرة المعالج (CPU) وعدد الأنوية وحجم وسرعة المعال. كلها عوامل تحدد مدى سرعة معالجة البيانات وتنفيذ العمليات المختلفة.
الخوادم القوية لا تتفوق فقط في الظروف العادية، بل تبرز أهميتها بشكل خاص خلال فترات الذروة في حركة المرور.
فعندما يزداد عدد الزوار بشكل كبير، سواء بسبب حملة تسويقية ناجحة أو حدث خاص، تستطيع هذه الخوادم التعامل مع الطلبات المتزايدة دون تباطؤ ملحوظ، مما يضمن استمرارية تقديم تجربة مستخدم ممتازة حتى في أوقات الضغط العالي.
لتحسين سرعة الخادم، يمكن اتباع عدة استراتيجيات:
- أولا، من المهم اختيار خطة استضافة توفر موارد كافية للمعالج تتناسب مع حجم وطبيعة الموقع.
- ثانيا، يجب مراقبة أداء الموقع باستمرار والنظر في ترقية الخادم عند زيادة حركة المرور أو تعقيد الموقع.
- ثالثا، يمكن الاستفادة من تقنيات التخزين المؤقت على مستوى الخادم لتخفيف العبء عن المعالج وتسريع استجابة الموقع.
3. موقع الخادم
الموقع الجغرافي للخادم (server) يلعب دورًا حاسمًا في تحديد سرعة الوصول إلى الموقع. هذا العامل يؤثر بشكل مباشر على زمن الاستجابة، وهو الوقت الذي تستغرقه البيانات للانتقال من الخادم إلى جهاز المستخدم.
كلما كان الخادم أقرب جغرافيًا للزائر، قل زمن الاستجابة وتحسنت تجربة التصفح.
تأثير موقع الخادم يتجاوز مجرد المسافة الجغرافية. فالمسافة الطويلة بين الزائر والخادم تزيد من احتمالية حدوث تأخير في الشبكة وزيادة عدد “القفزات” التي تحتاجها البيانات للوصول إلى وجهتها النهائية.
هذا يعني أن موقعًا مستضافًا في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، قد يكون بطيئًا نسبيًا للمستخدمين في آسيا أو أفريقيا.
لمواجهة هذا التحدي، يمكن اتباع عدة استراتيجيات.
أحد الحلول الفعالة هو استخدام شبكة توصيل المحتوى (CDN)، والتي تقوم بتخزين نسخ من الموقع في مواقع جغرافية متعددة حول العالم. عندما يحاول مستخدم الوصول إلى الموقع، يتم توجيهه تلقائيًا إلى أقرب خادم CDN، مما يقلل بشكل كبير من زمن الاستجابة.
استراتيجية أخرى هي استخدام استضافة متعددة المواقع مثل الاستضافة السحابية، حيث يتم استضافة الموقع على خوادم في مناطق جغرافية مختلفة. هذا يسمح بخدمة الزوار من أقرب موقع جغرافي، مما يحسن الأداء بشكل ملحوظ.
4. تكنولوجيا التخزين
نوع وحدات التخزين المستخدمة في الخوادم له تأثير كبير على سرعة قراءة وكتابة البيانات، وبالتالي على الأداء العام للموقع.
هناك ثلاثة أنواع من وحدات التخزين: الأقراص الصلبة التقليدية (HDD)، الأقراص الصلبة الإلكترونية (SSD)، وأقراص الذاكرة غير المتطايرة السريعة (NVMe).
الأقراص (SSD) و (NVMe) تتفوق بشكل كبير على نظيرتها التقليدية (HDD) في سرعة القراءة والكتابة، وأقراص (NVMe) هي الأفضل والأسرع من بينهم جميعا.
هذا يعني أن المواقع المستضافة على خوادم تستخدم NVMe و SSD ستستفيد من تحميل أسرع للملفات، وأداء أفضل لقواعد البيانات، وزمن استجابة أقل للتطبيقات الديناميكية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنها أكثر موثوقية وأقل عرضة للأعطال الميكانيكية، مما يعني توفير خدمة أكثر استقرارًا للموقع.
من ناحية أخرى، HDD توفر مساحات تخزين أكبر بتكلفة أقل لكل وحدة تخزين، مما يجعلها مناسبة للمواقع التي تحتاج إلى تخزين كميات كبيرة من البيانات دون الحاجة إلى الوصول السريع المتكرر.
لتحسين أداء التخزين، يمكن اتباع عدة استراتيجيات:
أولا، اختيار استضافة توفر تخزين SSD للملفات الأكثر استخدامًا مثل نظام التشغيل وقواعد البيانات الرئيسية.
ثانيا، استخدام تقنيات التخزين المؤقت لتقليل الاعتماد على القراءة المباشرة من وحدات التخزين.
ثالثا، من المهم تنظيم وتحسين قاعدة البيانات بشكل دوري لضمان كفاءة التخزين والاسترجاع.
5. الذاكرة العشوائية (RAM)
الذاكرة العشوائية (RAM) لديها تأثير كبير في تحديد قدرة الخادم على معالجة البيانات بسرعة وكفاءة. كلما زادت كمية الذاكرة العشوائية المتاحة، زادت قدرة الخادم على تخزين ومعالجة البيانات بشكل فوري، مما يؤدي إلى تحسين الأداء العام للموقع.
في سياق استضافة المواقع، تؤثر الذاكرة العشوائية بشكل مباشر على عدة جوانب:
- تحدد قدرة الخادم على التعامل مع الزيارات المتزامنة. المزيد من الذاكرة يعني إمكانية خدمة المزيد من الزوار في وقت واحد دون تدهور في الأداء.
- تؤثر على سرعة تنفيذ السكريبتات وقواعد البيانات. مع توفر ذاكرة كافية، يمكن للخادم الاحتفاظ بالمزيد من البيانات في الذاكرة السريعة بدلاً من الرجوع باستمرار إلى وحدات التخزين الأبطأ.
لتحسين استخدام الذاكرة العشوائية، يمكن اتباع عدة استراتيجيات:
أولا، اختيار خطة استضافة توفر ذاكرة كافية لتلبية احتياجات الموقع الحالية والمستقبلية.
ثانيا، استخدام تقنيات التخزين المؤقت على مستوى التطبيق والخادم لتقليل استهلاك الذاكرة.
ثالثا، تحسين كود الموقع وقاعدة البيانات لضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
6. تحسينات الخادم والمواقع
تحسينات الخادمأو السيرفر المواقع تلعب مهمة في تعزيز أداء الموقع. هذه التحسينات تشمل مجموعة واسعة من التقنيات والممارسات التي تهدف إلى تسريع معالجة الطلبات وتقليل استهلاك الموارد.
التخزين المؤقت (Caching):
التخزين المؤقت هو أحد أهم هذه التحسينات. يمكن تقليل الوقت اللازم للإنشاء الصفحات بشكل كبير من خلال تخزين نسخ من الصفحات الثابتة والمحتوى المتكرر في ذاكرة سريعة الوصول.
يمكن تطبيق التخزين المؤقت على مستويات مختلفة، بما في ذلك مستوى الموقع، الخادم، وحتى على مستوى قاعدة البيانات.
ضغط الملفات:
ضغط الملفات هو تقنية أخرى فعالة لتحسين الأداء. يمكن تقليل حجم البيانات المنقولة بين الخادم والمتصفح من خلال ضغط HTML، CSS، وملفات JavaScript، مما يؤدي إلى تحميل أسرع للصفحات.
استخدام خوارزميات ضغط مثل Gzip أو Brotli أصبح ممارسة قياسية في استضافة المواقع الحديثة.
تحسين قواعد البيانات:
تحسين قواعد البيانات أمر بالغ الأهمية، خاصة للمواقع الديناميكية التي تعتمد بشكل كبير على استعلامات قواعد البيانات.
هذا يشمل إنشاء فهارس مناسبة، تحسين الاستعلامات، واستخدام التخزين المؤقت لنتائج الاستعلامات المتكررة.
استخدام شبكات توصيل المحتوى (CDN):
أخيرًا، استخدام شبكات توصيل المحتوى (CDN) يمكن أن يحسن بشكل كبير أداء الموقع للزوار من مناطق جغرافية مختلفة.
CDN تخزن نسخًا من الملفات الثابتة (مثل الصور وملفات CSS وJavaScript) على خوادم موزعة جغرافيًا، مما يقلل من زمن الوصول للمستخدمين البعيدين عن الخادم الرئيسي.
الخاتمة
من خلال الاهتمام بالعوامل المذكورة أعلاه – بدءًا من اختيار نوع الاستضافة المناسب وصولاً إلى تطبيق تحسينات الأداء المتقدمة – يمكنك تحسين تجربة زوار موقعك بشكل كبير، وتعزيز ترتيب الموقع في محركات البحث، وزيادة معدلات الشراء.
من المهم أيضًا إدراك أن تحسين أداء الموقع هو عملية مستمرة. مع تطور التكنولوجيا وتغير احتياجات المستخدمين، يجب على أصحاب المواقع مراقبة الأداء باستمرار وإجراء التعديلات اللازمة.
أيضا، من المفيد العمل مع مزودي استضافة موثوقين يقدمون دعمًا فنيًا قويًا وحلولًا مرنة قابلة للتوسع.